الغالبية العظمى من الشعب السعودي لا يعرف أن هناك جزراً و ممرات بحرية سعودية محتلة من قبل اسرائيل منذ 1967 وحتى يومنا هذا! وهاتان الجزيرتان هما: جزيرة تيران مساحتها: 80 كم2، وجزيرة صنافير مساحتها: 33 كم2.
موقع الجزر
الجزر لها موقع استراتيجي مهم للغاية بالنسبة لاسرائيل لأنها تحرس منفذها الوحيد الى البحر الأحمر، تقيم بهما اسرائيل في الوقت الحالي محطة كبيرة للانذار المبكر .. اما عن المياه الاقليمية في هذه المنطقة فحدث و لا حرج.
الجزيرة الكبرى هي تيران والصغرى هي صنافير ولو وضعت أي دولة فيها معدات عسكرية لاستطاعت أن تشل حركة السفن الاسرائيلية عبر ميناء ايلات وخليج العقبة تماما. وقد تدعي السعودية أن تيران وصنافير جُزراً مرجانية غير مُهمة ولا مأهولةً بالسكان لذلك فهم لا يأبهون بهما، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لأن أهميتهما كبيرةً جداً بسبب الموقع الاستراتيجي الحساس حيث يقعان في بوابة مضيق تيران، وبهذا فموقعهم يُسيطر على بوابة خليج العقبة وإيلات الإسرائيلية وهما يُعادلان في الأهمية بالنسبة للموقع كجزر حنيش التي استرجعتها اليمن من أرتيريا عبر التحكيم الدولي.
ولو أن السعوديين فعلاً غير آبهين في فرض سيادتهم على تلك الجزر لأنها مُجرد جزراً مُرجانيةً غير مأهولة ولا توجد فيها ثروات معدنية أو بترولية، فلماذا دخلوا في نزاع دامي مع اليمن على بعض الجزر المُرجانية الصغيرة المُشابهة والتي كان من ضمنها جزيرة فرسان، مع أنها لا تقع على أي منفذ بحري كما هي حال جزيرتي تيران وصنافير؟
قصة احتلالها
احتلتها اسرائيل عام 1967 لأهميتها الاستراتيجية في وقت كان الملك فيصل رحمه الله قد أعطى لمصر السيطرة على هاتين الجزيرتين خلال فترة حربها مع اسرائيل نظراً لأهميتهما الإستراتيجية والجغرافية ولقطع مرور السفن الى ميناء إيلات الإسرائيلي.
وبعد نكسة 67 واحتلال اسرائيل لأجزاء كبيرة من عدة دول عربية ومن ضمنها هاتين الجزيرتين، صارت السعودية ومصر ترمي مسؤولية الجزر على الثانية كي لا تتورط مع شعبها بملكية جزر محتلة.
وقال السادات"لا ياعم الجزر مش بتاعتنا دول تبع أرض الحجاز"، رافضا ضمها لكامب ديفيد، والحقيقة أنها اراضي سعودية 100%، وبالدخول لمحرك البحث غوغل نجد مكتوباً أنها جزر تابعة للسعودية.
والناظر الى خريطة المملكة العربية السعودية المعلقة في الدوائر الحكومية في السعودية وكتب الجغرافيا السعودية يجد أن هاتين الجزيرتين تابعتين للسعودية وليس لمصر، طبعاً تم تعتيم الموضوع إعلامياً حيث أن إسرائيل تحتاج و بشدة الى الممر البحري لمرور السفن و المار بجانب هاتين الجزيرتين وصولاً الى ميناء إيلات الإسرائيلي شمالاً.
الخروج الإسرائيلي منها
خرجت اسرائيل عسكريا فقط من هذه الجزر بعد اتفاقية كامب ديفيد ولكن بعد أن تم الاتفاق على حرية مرور السفن الإسرائيلية واعتبار مضيق تيران ممر دولي، وفقدت السعودية سيادتها على هذا المرر الملاحي السعودي المهم جدا والذي يمثل عنق الزجاجة الى ميناء إيلات الإسرائيلي عبر البحر الأحمر.
ما بعد الخروج الإسرائيلي
يبدو ان اسرائيل ارادت ان تضمن سلامة هذا المنفذ تماما وبشكل لا يسبب لها أي صداع مستقبلا، فتم الاتفاق على ان تتم ادارة هذه الجزر عبر الامم المتحدة عن طريق القوة متعددة الجنسيات "تمثلها أمريكا و مصر حالياً" والتي تم فتح مكتب لها في الجزيرة لمراقبة التزام جميع الأطراف.
ومنذ ذلك الحين و حتى يومنا هذا والسعودية لا تملك السيادة على هذه المنطقة السعودية الإستراتيجية على البحر الأحمر، والسيادة في يد إسرائيل التي استبدلت صورياً وجود جنودها على الجزر لمراقبة وحماية المنفذ، بقوات أمريكية تضمن تحقيق مطلبها وهو حرية إبحار سفنها والتي تحمل مما تحمله الأسلحة التي تحارب بها العرب وتطور بها جيشها، في هذه المنطقة المائية السعودية وعلى مرمى حجر من هذه الأراضي السعودية دون أن يجرؤ أحد على قول كلمة واحدة.