كشف تقرير إخباري أن الشهيد المسن الحاج فؤاد مطر (80 عاماً)، الذي استشهد بنيران الاحتلال الصيهوني فجر السبت الماضي (15-5) شرق بلدة بيت حانون أقرب نقطة للأراضي الفلسطينية المحتلة، كان يحاول تطبيق "حق العودة" إلى بلدته الأصلية (يبنا) التي هجّر عنها قبل اثنين وستين سنة.
لم تأخذ زوجة الشهيد المسن الحاج فؤاد مطر كلام زوجها أنه يريد الذهاب إلى البلاد، في إشارة إلى بلدته الأصلية، التي تبعد حوالي 60 كيلومتراً، بشكل جدي، واعتقدت أنه يقول هذا الكلام من باب الاشتياق لبلدته. إلا أن خبر استشهاده على الشريط الحدودي شرق بلدة بيت حانون، حيث اخترقت جسدته سبع رصاصات، جعل الزوجة تدرك أن شريك حياتها كان يعي ما يقول.
وتقع بلدة يبنا مسقط رأس الشهيد مطر على تلة مرتفعة إلى الجنوب من مدينة يافا وتبعد عنها 24 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة الرملة، وتبلغ مساحتها 59554 دونما، ويحيط بها أراضي قرى "النبي روبين"، و"القبيبة" و"زرونقة"، و"عرب صقير"، و"بشيت"، و"سدود"، و"الحفار".
وكان مطر في ريعان شبابه حينما قامت العصابات الصهيونية عام 1948م بهدم قريته وتشريد سكانها البالغ عددهم آنذاك، 6287 نسمة، وكان ذلك في الرابع من حزيران (يونيو) عام 1948، وقد أقام الاحتلال على أراضي قريبة يبنا مستعمرة "يافن" عام 1949م.
وقالت زوجة مطر لوكالة "قدس برس": إن زوجها قال لها فجر السبت (15/5) "أنا رايح على البلاد (قريبة يبنا) مشتاق لها كثيراً". وأضافت: "لم آخذ كلامه بالجدية قلت الرجل بقول هذا الكلام من باب الاشتياق ولم أتوقع انه فعلا سيحاول الوصول إليها".
وتابعت الزوجة التي تقطن في بلدة بيتا لاهيا شمال قطاع غزة: "عندما جاءني نبأ استشهاده أدركت انه كان يقول هذا الكلام بكل جد، وانه أراد تطبيق حق العودة ولو أن ذلك سيكلفه حياته". وأكدت أن زوجها كان يتمتع بكامل قواه العقلية وأنه كان دائما يحدثها عن بلدة يبنا وتشوقه للعودة إليها.
ووري الشهيد مطر الثرى بعد تشعيه في جنازة مهيبة انطلقت بعد الصلاة على جثمانه السبت (15/5) في مسجد سليم أبو مسلم في بيت لاهيا، وذلك بمشاركة الآلاف من سكان البلدة. وكان نجل المسن مطر ويدعى محمود قد استشهد خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.
ويحيي الفلسطينيون في هذا الأيام الذكرى السنوية الثانية والستين للنكبة والتي ترمز إلى احتلال العصابات الصهيونية عام 1948 لقراهم وبلداتهم وتحويلها إلى مستوطنات إسرائيلية وتغير أسماءها.