أفاد مراسل الجزيرة في أفغانستان سامر علاوي بأن السلطات أعلنت حالة الطوارئ في ولاية قندهار جنوبي البلاد بعد اقتحام مسلحين من حركة طالبان السجن المركزي وتمكّن مئات السجناء من الفرار منه.
وكان عشرات من مقاتلي طالبان المسلحين بقذائف صاروخية وبنادق هجومية اقتحموا مجمع السجن أمس وبدؤوا بإطلاق سراح السجناء، بعد قيام انتحاريين بتفجير أحد جدرانه بهجوم بسيارة مفخخة.
وقال النائب وليد كرزاي شقيق الرئيس الأفغاني إن 15 حارسا على الأقل قتلوا أثناء عملية الاقتحام، مشيرا إلى احتمال أن يكون هناك مزيد من القتلى، بينما أشار محمد قاسم هاشم زاي نائب وزير العدل الأفغاني لوقوع قتلى وجرحى بين الشرطة وطالبان والسجناء.
وفي حين تضاربت الأنباء حول عدد الفارين الذين قدرتهم قوة حلف شمال الأطلسي بأكثر من 1100 معتقل، لا تزال السلطات الأفغانية تحصي عدد المعقلين الذين بقوا في السجن.
وذكر مراسل الجزيرة أن حركة طالبان نفت أن يكون أي من عناصرها قتل باستثناء المهاجمين الانتحاريين، بل قالت أيضا إنها لا تعرف مصير أحدهما. وأكد المتحدث باسم الحركة يوسف أحمدي أن جميع معتقليها وصلوا إلى أماكن آمنة.
وأفاد سياسي من قندهار -معقل طالبان- بأن بعض القادة الميدانيين البارزين كانوا ضمن الفارين.
وأعلن محمد قاسم هاشم زاي نائب وزير العدل الأفغاني أن معظم المعتقلين فروا، موضحا أنه لم يتسن له الحصول على أرقام محددة وأن آخر المعلومات تشير إلى بقاء مئات في السجن، في حين أكد رئيس مجلس شورى الولاية أن عدد الذين فروا بلغ 270 سجينا فقط.
أوضح هاشم زاي أنه لم يتم حتى الآن اعتقال أي من السجناء الذين لم يتسن تحديد عددهم بعد، لافتا إلى أن ما يصل إلى أربعمائة طالباني كانوا محتجزين في هذا السجن.
وأشار إلى أن السلطات الأفغانية فتحت تحقيقا بالحادث لاكتشاف ما جرى فعلا ومعرفة ما إذا كان هناك تورط حكومي، في حين بدأت القوات الأفغانية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تعقب أثرهم وتمشيط المدينة والطرقات الرئيسية والفرعية.
يذكر أن سجن قندهار شهد إضرابا عن الطعام نفذه حوالي أربعمائة سجين مشتبه في انتمائهم لطالبان استمر ثمانية أيام وانتهى يوم 12 مايو/ أيار الماضي.
وكان الجيش الأميركي سلم عددا غير معروف من مقاتلي طالبان المشتبه بهم إلى السلطات الأفغانية بموجب برنامج اتفق عليه العام الماضي لنقل كل السجناء الأفغان من الحجز الأميركي.