السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا مَنْ اَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْر، وَآمَنَ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الْكَثيرَ بِالْقَليلِ،
يا مَنْ يُعْطي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، اَعْطِني بِمَسْأَلَتي اِيّاكَ جَميعَ
خَيْرِ الدُّنْيا وَجَميعَ خَيْرِ الاْخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي بِمَسْأَلَتي اِيّاكَ جَميعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الاْخِرَةِ، فَاِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوص ما اَعْطَيْتَ،
وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ يا كَريمُ .
" انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فانّ احب الاعمال الى الله عزوجل انتظار الفرج " البحار-10/194)
من هذا التأكيد و اعتبار الأنتظار أهم و أفضل الأعمال يتبين أنه ليس أمرا عاديا و لا يعني مجرد رجاء أو تمني . بل و لا يعني رجاء أمر بعيد صعب المنال ، فانه بالعكس يعني انتظار أمر قريب . جاء في الحديث أنه توقعوا كل ليلة يقوم الأمام المهدي (ع) و انتظروا الفرج كل آن .
و هذا مغزى الأنتظار ، فالذي ينتظر قيام المهدي الليلة ، لا يمكنه أن يعصي الله و أن يقوم بعمل يغضب الرب جل و تعالى . و هذا في الحقيقة يقوي روح السعي لعمل الخير و تجنب المعاصي صغيرة كانت أم كبيرة و بالتالي له فوائد على المستويين الفردية و الأجتماعية .
الأنتظار بالمعنى المقصود و المعنى الواقعي الذي يحويه يوجب المسئولية الفردية تجاه الأهل و الأولاد و المجتمع بصورة عامة ، اذن فهو الدافع لرعاية الأوضاع السائدة في المجتمع نحو الأفضل ، و الأنسان المناتظر يجد و يسعى للقيام بواجباته تجاه ربه و مجتمعه خير قيام و لا يسلب عن نفسه المسئولية تجاه الغير .
المنتظر للفرج يجب عليه أن يسير وفق مبتغى أئمته حتى يكون زينا لهم و لا يكون شينا عليهم و بذلك يكون منشأ اصلاحات في عمق المجتمع و في عمق نفسه .
استمعوا الى الأمام الصادق عليه السلام حيث يقول : " طوبى لمن ادرك قائم اهل بيتى وهو مقتد به قبل قيامه، يتولّى وليّه ويتبرؤ من عدوّه ويتولى الائمة الهادية من قبله اولئك رفقائى وذوا ودّى واكرمُ امتى على.. "
الأقتداء بالأمام قبل قيامه هو انتظار الفرج و اتباع سبيله يؤدي الى أن يكون الأنسان رفيق الأمام الصادق ، يحبه الأمام و يقدره .. و هذا منتهى أمل المنتظِر
و في رواية أخرى يشير الأمام الى هذه النقطة بكل وضوح قائلا :
" انّ لنا دولة يجىء الله بها اذا شاء، ثم قال: من سر ان يكون من اصحاب الامام فلينتظر ويعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر " ( البحار-52/129)
أنظروا الى الأمام كيف يعين بدقة أوصاف المنتظِر للفرج : يعمل بالورع أي أنه انسان متقٍ و أخلاقه حسنة ( و كل شيء في الأخلاق ) فعند ذاك يكون من أصحاب الأمام حتى لو لم يدركه .
و ماذا بعد الورع الا الأمتثال التام لأوامر الله و التجنب التام عن نواهيه .